الشموع التي تحولت إلى حجارة

بقلم: Jonathan O’Brien
قام بالترجمة: reasonofhope.com) Jack Kazanjyan)

التحجر هو عملية طبيعية تتحول من خلالها المواد العضوية بشكل تدريجي إلى حجارة. يدور في أذهان معظم الأشخاص المعاصرين أن هذه العملية تشير إلى أحداث جرت في عصور ”ما قبل التاريخ“ - إلا أنَّه يوجد العديد من الأمثلة التي ثَبُتَ من خلالها أن التحجر قد حدث بسرعة أكبر.

شموع عامل المناجم

يمكن للأغراض التي يصنعها الإنسان أن تتحجر أيضاً، تتواجد في متحف مينيسوتا للتعدين¹ مجموعة صغيرة معروضة من شموع عمال المناجم التي تحجرت بشكل كامل. لقد تمَّ العثور عليها في منجم تحت الأرض عندما حدث انجراف تسبب بتحول المنجم تحت الأرضي القديم إلى منجم سطحيّ مفتوح في وقت لاحق. كان عمال المناجم القدماء قد استخدموا أضواء الشموع لكي يروا في الظلمة، وقد تركوا الشموع خلفهم عندما تمَّ إغلاق المنجم في زمن قريب من زمن الحرب العالمية الثانية. تسببت المياه المعدنية التي غمرت المنجم باندماج الشموع بالمنجم، وهو الأمر الذي تسبب باستبدال [المادة] الشمعية بالصخور بشكل تدريجي. كان توفر الظروف الكيميائية المناسبة وبضعة عقود على الأكثر هو كلّ ما تطلبه الأمر لتحويل الشموع إلى صخور صلبة.

التحجر هو عملية سريعة

إن العملية ذاتها قد رافقت الكثير من مستحاثات الحيوانات والنباتات القديمة التي وُجِدَت محفوظةً في الصخور. خلال طوفان نوح، تعرَّض عدد هائل من الحيوانات والنباتات للدفن العميق ثمَّ غُمِرَت بالمياه الجوفية المعدنية.

عند نظرك إلى المستحاثات المتحجرة، من المهم أن تضع في اعتبارك أن واحدةً منها لم تكن بحاجة إلى عصور زمنية طويلة. حقيقة الأمر هي أنَّ العصور الزمنية الطويلة تتسبب بتدمير الأشياء الميتة والتخلص منها، لذلك فإنَّه من الواجب أن تتحجر بسرعة. مع توفر الظروف الكيميائية المناسبة (بشكل مشابه لظروف الطوفان الذي وفَّر كميات كبيرة من المعادن المُذابة من تلك الصخور المتحللة والمياه)، فإنَّ بضعة عقود على الأكثر هو كلّ ما تطلبه الأمر لكي يتم تحوُّل كامل الأنسجة العضوية الرخوة إلى صخور صلبة.

عدا عن ذلك، فإن الرواسب التي تمَّ العثور فيها على المستحاثات، لم تكن بحاجة إلى عصور زمنية طويلة لكي تصبح صخوراً صلبة. على سبيل المثال، الخرسانة [الإسمنت] هي مثال بسيط على كيفية تصلب المزيج الصحيح من الصخور المسحوقة خلال فترة زمنية قصيرة، وتُظهر التجارب أن أنواع مُحدَّدة من البكتيريا قادرة على تمكين الرمال وتحويلها إلى صخور صلبة.² إن جميع هذه الأمور تحمل معنى في ضوء العمر التوراتي الحقيقي للأرض والمقدر بحدود ٦٠٠٠ عام.

مراجع